Blog

أنواع القلب

وكما أن القلب قد يوصف بالحي أو الميت، فإنه قد يوصف أيضاً بأنه ينتمي إلى أحد ثلاثة أنواع:

القلب السليم

لا ينجو يوم القيامة إلا من أتى الله بقلب سليم، قال الله تعالى:

“يوم لا   ينفع  مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم” [القرآن 26:88-89]

وقد قيل في تعريف القلب السليم: هو القلب السليم من كل هوى يعارض أمر الله، أو يخالف نهى الله، ومن كل نزوة تخالف مصلحته.

ولذلك فهي مصونة عن  عبادة  غيره، ولا تبتغي حكم غير رسوله صلى الله عليه وسلم، وتختص بخدماتها لله طوعًا وحبًا، وتوكلًا عليه، موكلة إليه الأمر كله، خوفًا ورجاءً وإخلاصًا.

إذا أحبَّ، أحبَّ في سبيل الله، وإذا كره، كره في سبيل ما يكرهه الله، وإذا أعطى، أعطى لله، وإذا منع، منع لله، ومع ذلك، لن يكفيه ذلك كله حتى يتحرر من اتباع أو اتخاذ غير رسوله صلى الله عليه وسلم هاديًا.

يجب على العبد السليم القلب أن يُخلصه لهدفه، فلا يُبنى عمله وقوله على قول أو فعل أحد سوى  رسول الله  صلى الله عليه وسلم، ولا يُقدم على قول أو فعل أو فعل الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إيمانًا أو قولًا أو عملًا. قال الله تعالى: 

“يا أيها الذين آمنوا لا تعلوا على الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم” [ القرآن  49:1]

القلب الميت

وهذا عكس القلب السليم، فهو لا يعرف ربه، ولا يعبده كما أمره، وعلى الوجه الذي يحبه ويرضاه، بل يتمسك بشهواته وشهواته، وإن كانت تجلب سخط الله وغضبه.

يعبد غير الله، وحبه وبغضه، وعطائه ومنعه، ينبثق من هواه الذي هو أسمى عنده، ومقدم على رضوان الله. هواه إمامه، وشهوته دليله، وجهله قائده، وغرائزه دافعه. غارق في همومه الدنيوية، ثمل بأهوائه وحبه للملذات العابرة الزائلة.

يُدعى إلى الله والآخرة من بعيد، فلا يستجيب للنصيحة، بل يتبع شيطانًا ماكرًا. تُغضبه الحياة وتُرضيه، ويُعميه الهوى عن كل شر. إن مصاحبة صاحب هذا القلب وصحبته داء، والعيش معه كالسم، ومصاحبته هلاكٌ مُريع.

القلب المريض 

هذا قلبٌ فيه حياةٌ ومرضٌ، يُحييه الأول حينًا، والثاني حينًا، ويتبعُ أيّهما يُسيطر عليه. فيه محبةُ الله، والإيمانُ به، والإخلاصُ له، والتوكلُ عليه، وهذه هي التي تُحييه.

كما أنها تتوق إلى الشهوات واللذات، وتميل إليها وتسعى إليها. وهي مليئة بالإعجاب بالذات، مما قد يؤدي إلى هلاكها. فهي تستمع إلى داعيين: أحدهما يدعوها إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والآخرة، والآخر يدعوها إلى ملذات الدنيا الزائلة.

يستجيب لأيٍّ من القلبين يكون له تأثيرٌ أكبر عليه في تلك اللحظة. فالقلب الأول حيٌّ، خاضعٌ لله، خاشعٌ، حساسٌ، واعي؛ والثاني هشٌّ ميتٌ؛ والثالث مترددٌ بين سلامته وهلاكه.

جمع من مؤلفات ابن رجب الحنبلي، وابن قيم الجوزية، وأبو حامد الغزالي.

يرجى زيارة موقعنا على الانترنت: holyquranlessons.com