الوحدة في الإسلام
كان الناس أمة واحدة على التوحيد، فاختلفوا، فمنهم من آمن ومنهم من كفر. فبعث الله الأنبياء مبشرين ومنذرين، فمن آمن دخل الجنة ومن كفر دخل النار. ولا يزال الصراع قائمًا بين الإيمان والكفر، والحق والباطل، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
الإسلام دينٌ للبشرية جمعاء، وقد أمرنا الله بتبليغه للناس كافة. ولا يتحقق ذلك إلا بالقوة، والقوة في الإيمان والوحدة. ولذلك أمر الله جميع المؤمنين بالتمسك بدينه، والتكاتف، وعدم التفرق. قال تعالى:
«واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا»
[ آل عمران 3:103]
إن التفرقة والاختلاف والتنازع هو سبب هزيمة الأمة، كما قال تعالى:
وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين
[ الأنفال 8:46]
إن الوحدة والاجتماع من المبادئ الأساسية في الإسلام، وهناك جوانب كثيرة للوحدة في الإسلام، مثل: رب واحد، كتاب واحد، نبي واحد، دين واحد، قبلة واحدة، أمة واحدة.
لتحقيق وحدة الأمة، يحثّ الإسلام على التمسك بالجماعة (الجماعة التي تتبع الكتاب والسنة). وقد بيّن الرسول صلى الله عليه وسلم أن يد الله مع الجماعة، وأن من حاد عنها فهو في النار. وقد أوجب الله الاجتماع على جميع العبادات لتحقيق هذه الوحدة. وقد خاطب الله الأمة كمجموعة واحدة في جميع الأحكام، دلالةً على أنهم أمة واحدة كالجسد الواحد، لا فرق بينهم، فالأمر والنهي موجه إليهم جميعًا.
وفي سياق العبادة يقول الله تعالى:
“واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا”
[ النساء 4:36]
ويأمرهم بإقام الصلاة:
«حافظوا على الصلوات الخمس والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين»
[ البقرة ٢:٢٣٨]
وأما الزكاة فقد أمر الله بها كلها، فقال:
«وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة»
[ البقرة ٢:٤٣]
وأما الصيام فقال تعالى:
يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون
[ البقرة ٢:١٨٣]
وأما الحج فقال تعالى:
«وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً»
[ آل عمران 3:97]
وأما الجهاد فقال تعالى:
“وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَقَّ اجْتِهَادِكُمْ” [ الحج : 78]
الإسلام يُساوي الناس جميعًا أمام شرع الله. الأسود والأبيض، والعربي والعجمي، والذكر والأنثى، والغني والفقير، جمعهم الإسلام جميعًا ووجه أوامره ونواهيه إليهم جميعًا. فمن أطاع الله ورسوله دخل الجنة، ومن عصى الله ورسوله دخل النار، كما قال تعالى:
“من عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد”
[ فصلت 41:46]
يرجى زيارة موقعنا على الانترنت: holyquranlessons.com