حقوق الإنسان في الإسلام

بعد كل هذه التغيرات الراهنة التي تدفع العالم أجمع نحو منعطف خطير، والتي يُعزى معظمها إلى دعاة الحرية والحقوق في العالم، وبعد أن شهد المجتمع الدولي الأبطال الحقيقيين والشخصيات الحقيقية التي تُناضل من أجل حقوق الناس ورخائهم وعدالتهم، تُطرح تساؤلاتٌ جديدة حول حقوق الإنسان في الإسلام. هل الإسلام دين عادل؟ هل حقوق الإنسان متغيرة عبر الزمن أم أنها قابلة للتغيير من جنس لآخر؟
وبدلاً من الإجابة على كل هذه الأسئلة الشائكة، دعونا نلقي نظرة عامة على ما قاله الله في كتابه الكريم،
”إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ“
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون.
سورة النحل
لا تمييز ولا ظلم ولا فصل عنصري في الإسلام، فقد أمر الله النبي محمدًا وجميع المسلمين بالحيادية والعدل. علّم النبي محمد البشرية جمعاء أن الإنسان مكرم وسيُكرّم إلى الأبد، فلا يُعتقل ولا يُهان ولا يُعامل بما يتنافى مع طبيعته البشرية. قال الله تعالى:
”وَلَقَدۡ كَرَّمۡنَا بَنِيٓ ءَادَمَ“
“ولقد كرمنا بني آدم”
لذا، فإن أي عمل يتنافى مع إنسانيته وكرامته مرفوض رفضًا باتًا، وأي عمل يحمي حقوقه ورفاهيته يُدعم تحت راية الإسلام. فليس للإنسان الحق في عدم الأذى فحسب، بل له الحق في الحماية من الأذى، سواءً كان جسديًا أو غيره.
من تأمل حقوق الإنسان في الإسلام، أدرك أنها حقوق أبدية ومشروعة. إنها غير قابلة للتغيير على مر الزمن. هذه القواعد واللوائح محمية بذاتها لأنها من صنع الله الحكيم العليم. تشمل كلمة “إنسان” الذكر والأنثى. يتمتع الرجل والمرأة بالشرف الذي منحه الله (سبحانه وتعالى) على قدم المساواة. كرامة المرأة مساوية لكرامة الرجل. حتى في زمن الحرب، يأمر الإسلام الجندي الذي يذهب إلى الحرب. لا يجوز تعذيب جنود العدو وأسرى الحرب أو التمثيل بهم تحت أي ظرف من الظروف. كما رسم الإسلام خطًا واضحًا للتمييز بين المقاتلين وغير المقاتلين. قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “لا تقتلوا شيخًا هرمًا، ولا طفلًا صغيرًا، ولا امرأة؛ … وأحسنوا وأحسنوا، إن الله يحب المحسنين”.
يمكننا القول بثقة إن ما ورد في الإسلام من حقوق لا يمكن العثور عليه في أي كتب أخرى تتناول الحريات أو القوانين الدولية. لأحكام الإسلام أثرٌ بالغ على البشرية، ويمكنها أن تُقدم للناس نماذج رائعة في جميع مناحي الحياة.