قلب الإنسان في القرآن الكريم
ورد ذكر قلب الإنسان (132) مرة في القرآن الكريم ، إلى جانب مصطلحات أخرى عديدة، منها مجاز “فؤاد الصدر” أو الباطن، بصيغتي المفرد والجمع. ومن بين هذه العبارات القرآنية، وصف البعض هذا العضو الحسي بأنه مركز التفكير والنوايا واتخاذ القرار. وبالتالي، فإن قلوب الإنسان إما أن تكون سليمة أو مريضة.
القلوب السليمة (أو القلوب الرقيقة) قد تتحلى بموقف إنساني وعقلانية متوازنة، بينما القلوب المريضة (أو القلوب القاسية أو الحجرية) قد تفقد حسها الإنساني وقدرتها على الرؤية والفهم. وقد نزل هذا التأكيد القرآني على دور القلوب البشرية في القرارات العقلية والعاطفية والروحية للإنسان قبل أكثر من أربعة عشر قرنًا، بينما حصر الأطباء -على مر القرون- وظيفة القلب البشري في مجرد ضخ الدم إلى جميع أنحاء الجسم.
ومع ذلك، أثبت العلم مؤخرًا أن قلب الإنسان واعٍ كالدماغ، إن لم يكن أكثر، إذ يمتلك ذكاءً خاصًا به. ليس هذا فحسب، بل ثبت تجريبيًا أن قلب الإنسان يؤثر على قدرة الدماغ على التفكير، وبالتالي على قدرته الجسدية على استيعاب المعرفة وفهمها وتخزينها.
وقد ثبت أيضًا أن قلب الإنسان يتواصل مع كل من الدماغ وبقية جسم الإنسان عصبيًا (من خلال الجهاز العصبي)، وبيوفيزيائيًا (من خلال موجات النبض)، وكيميائيًا (من خلال هرمونات معينة)، وكهرومغناطيسيًا (من خلال موجات نشطة).
يُعدّ المجال الكهرومغناطيسي لقلب الإنسان أقوى مجال إيقاعي يُنتجه جسم الإنسان. فهو يُغلّف كل خلية في الجسم، ويمتد في جميع الاتجاهات إلى الفضاء المحيط به، ناقلًا مهمًا للمعلومات.
لقد أصبح التزامن بين القلب والدماغ (أو ما يُسمى بالتماسك القلبي) المُكتشف حديثًا حقيقةً راسخة، مُثبتًا أن نشاط القلب البشري يؤثر على نشاط الدماغ، وأن للقلب ذكاءً خاصًا به. يستطيع الذكاء القلبي معالجة المعلومات المتعلقة بجسمه ومحيطه. ويحدث ذلك من خلال “شيفرة طاقة معلوماتية” على شكل شبكة واسعة من الأوعية الدموية والخلايا التي تعمل كنظام لجمع وتوزيع معلومات الطاقة، وقد أطلق عليها بول بيرسال مؤخرًا اسم “شيفرة القلب”.
إن بيان القرآن الكريم لهذه الحقيقة قبل أكثر من أربعة عشر قرناً هو شهادة حية على مصدرها الإلهي وعلى صحة نبوة الرسول الكريم الذي تلقاها.